للشرف كرامة لم يعد لها وجود عند من أحببناهم
كنا لهم الوطن
القوة
وكانوا لنا كالسكين ونحن يوم ما خذلناهم
لم نجرحهم وهم الجارحون
لم نخدعهم وهم المخادعون
تنكروا منا ونكرونا
ونحن ما نكرناهم
أعدوا لنا العدة ليدفنونا أحياء
ليكسروا رقابنا ليكونوا هم الداء
لم يطلبوا منا الغياب
وعابوا علينا وقد كنا الأحباب
وغابوا ليقتلونا
وعابوا علينا ليحزنونا
ظنوا أننا قلوب من فلاذ
ظنوا أننا بلا إحساس
أحببناهم
لا والله إننا عشقناهم
عشقنا راحتهم وفرحتهم وضحكتهم
ظنا منا أننا سنحميهم لكنهم ظلمونا
وكانوا لغيرنا كل شيء ونكرونا
لحظات وساعات
أيام وشهور إنتظرنا منهم لحظة تنسينا غيابهم
جرحهم لمشاعرنا
إنتظرنا
ونسينا أنهم كسفينة أبحرت ولن ترسو على الميناء
لن تعود كسابق عهدها لتحمينا
لن تعود لتحتضن بقايا ما بقى منا ولأحزاننا تنسينا
كنتم لنا كل شيء
كنتم فرحتنا وضحكتنا
لكن بات وجودنا شيء ولا شيء
أصبحنا لكم كليل مظلم
كحمل ثقيل
أصبحنا صورة مشوهة
وأنتم سبب دمعنا الحزين
سبب أوجاعنا
نعم
نرى منهم الأن الكراهية لصدق مشاعرنا
والغدر والخيانة لكل عهد كان
كنا لهم الإحساس
كنا نبكي من وراء حجاب حتى لا يرونا
وهم في بحور الإفك يغرقونا
أحببناهم وتمنينا فقط رضاهم
حتى لو رشقوا سهام غدرهم في قلوبنا منا حميناهم
أحببناهم بصدق
ونحن لم ولن ننتظر شفقة منهم فقد فقدونا عمدا برضاهم
وما كنا لنفقدهم لكننا الأن فقدناهم
وتركناهم لغيرنا ليعرفوا أننا كنا لهم الوطن والقوة