كلمات نقولها لكننا نتألم حين تنطقها ألسنتنا

مجرد كلمات نقولها لكن دعنى أقولها حتى وإن كنت لا تريدها

الجمعة، 26 سبتمبر 2014

أداب الطريق

عنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ: فَأَمَّا إِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجْلِسَ, فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, فَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ ، وَكَفُّ الأَذَى ، وَرَدُّ السَّلامِ ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ))
[أخرجهما البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري في صحيحهما]
إياكم: أداة تحذير، وإذا وردت إياكم في القرآن الكريم, فهي تحذير من الله عز وجل، في حديث الإفك, يقول الله عز وجل:
﴿يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً﴾
[سورة النور الآية: 17]
هناك تحذير من الله عز وجل، وإذا كان التحذير من الله, فكفى به محذراً، لأن الأمر كله بيده، قد يحذرك إنسان، ولا يقوى على ما يحذرك منه، ولكن الله سبحانه وتعالى إذا حذرك, فبيده كل شيء, وإذا حذرك النبي الكريم:
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾
[سورة النجم الآية: 3]
﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾
[سورة النجم الآية: 4]
الله سبحانه وتعالى أمرك بنص القرآن الكريم, أن تَتَّبِعَ أوامر النبي, قال تعالى:
﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾
[سورة الحشر الآية: 7]
فالنبي يقول:
((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ))
لكن: هل هذا التحذير على مستوى التحريم؟ لو كان كذلك, لكان الجلوس في الطرقات؛ كشرب الخمر، هل هو تحريم؟ لا، ولكن العلماء قالوا: هذا نهي, حمل على الكراهة ، أي مكروه أن تجلس في الطرقات، من منا برأيكم يجلس في الطرقات؟ الحقيقة: علماء هذا الحديث فسروه: على أن الذي يجلس في حانوت, يطل على الطريق، وعينه على المارة يتفحصهم, فهذا حكمه كحكم من يجلس في الطريق، وهؤلاء الذين يجلسون على شرفات منازلهم المطلة على الطرق المزدحمة، ويمتعون أبصارهم بمنظر المارة ذكوراً وإناثاً، فهؤلاء ينطبق عليهم الجلوس في الطريق، وهؤلاء الذين يجلسون في مقاهي الرصيف, هؤلاء ينطبق عليهم هذا الحديث أشد الانطباق، فهذا الذي يجلس في الطريق، أو يطل عليه من شرفة، أو يقبع في حانوت, يطل على الطريق، وهدفه أن يمتع النظر برؤية الناس، والذي يجلس في مكان عام، والناس يرتدون أبهى حلل، وليسوا ورعين، ولا متدينين، ويمتع نظره بمرآهم, ينطبق عليه هذا الحديث أشد الانطباق .
هذا الذي يتنزه في الطريق مجروحة عدالته، الذي يتنزه في الطريق، والذي يتحدث عن النساء، والذي يصحب الأراذل، والذي يعلو صياحه في البيت، والذي يطلق لفرسه العنان، والذي يقود برذوناً، والذي يطفف بتمرة، والذي يأكل لقمة من حرام، والذي يأكل في الطريق ، والذي يبول في الطريق، هؤلاء جميعاً مجروحة عدالتهم .
موضوع منقووووووووول

ليست هناك تعليقات: